طارق البشري
مفكر يتميز بتسلله إلى مناطق لا أحد يستطيع الدخول إليها , و بمجرد بدأه في الحديث يتوقف الزمن؛ فهو يتحرك بثبات و هدوء بين الحقائق و يتعامل معها بمرونة شديدة , أدواته في ذلك : التفكير العميق , الحقائق المستخلصة من المتابعة و الدراسة , و طرح الأسئلة الصحيحة .
من خلال متابعته و معايشته للواقع الثقافي, و من خلال معاينة داخلية لجوانب هذا الواقع, أدرك البشرى قدر المشكلات التي تواجه هذا الواقع المجتمعي من خلال مجموعة الأفكار الحاكمة له, و من خلال الإشكاليات التي تطرحها هذه الأفكار. هذه الإشكاليات تدور حول أسئلة زمان هذه الأمة حضاريا و ثقافيا , و محورها هو :" كيف لهذه الأمة العربية الإسلامية أن تنهض من جديد في ظل دعوات التقدم , و فكرة المعاصرة من أجل ملاحقة ركب التطور , و الصراع الدائر ما بين الجامعة الدينية و الجماعة الوطنية .
نهجه في ذلك , طرح الأسئلة الصحيحة لبحث هذه الإشكاليات , وفق تهديدات تحول دون فكرة النهوض : مثل الصراع بين الوافد و الموروث , الصراع بين القومية العربية و أممية الإسلام , تصدع فكرة الحضارة عند العرب و المسلمين بين النقل و الاجتهاد الجديد "المعاصر" ,الإصلاح التشريعي , ما هية النموذج الأمثل لحل مشكلات واقعنا : ما إذا كان نموذجا غربيا أو آخر عربيا إسلاميا قابلا للتجديد و التطور.
كل هذه الإشكاليات المطروحة بلورت المشروع الفكري لدى البشرى و الذي حاول من خلاله أن يقدم أطروحات لحل لهذه المشكلات , و في بعض الأحيان , كان يكتفي بمجرد طرح السؤال , انطلاقا من أن طرح السؤال الصحيح يحمل بداخله نصف الإجابة مستعينا بصفحات التاريخ بعين ترقب الحاضر و تتطلع إلى المستقبل الحضاري .و ذلك من خلال ضرورة الاجتهاد للوصول إلى صيغة منهجية حضارية تحمل الخصوصية العربية الإسلامية كبديل حضاري بعيدا عن تبنى نماذج حضارية أخرى .
التاريخ بالنسبة للبشرى هو أداة أراد من خلالها توضيح منبت الأفكار (الظرف التي نشأت فيه ), و ذلك انطلاقا من اهتمامه الكبير بعالم الأفكار , فاستطاع باقتدار من خلال تأصيل هذه الأفكار , و تتبع منابعها , و إعمال العقل و الفكر الاجتهادي مع الأخذ بالثوابت المستمدة من الكيان الحضاري الإسلامي الذي هو بمثابة حافظة الهوية , أن يساهم في بلورة ما يسمى بالوعي الإسلامي للتحديات المعاصرة للأمة.
لجأ البشرى إلى التفسير التاريخي للأفكار , فهو يرى التاريخ بنظرة خالية من " عوار في منهج البحث و النظر " على حد تعبيره , فهو يخضع الأحداث لتحليل جاد ,يرى من خلاله ظروف الحدث و أسبابه و أهدافه و النتائج المترتبة عليه , ثم يدرجها في سياقها لكي يتسق الحدث مع أهدافه و مسبباته و نتائجه ( قدرة تفسيرية عالية للأحداث ).
فلأحداث التاريخ ميزة خاصة , فهي أحداث خضعت للتجربة فهي تحمل بداخلها صورة كاملة المعالم تحوى كل تفاصيل الحدث التي صاغته.
الوحدة الأساسية الأولى في المجتمع لدى البشرى , هي الجماعة , و ليست الفرد , و من هذا المنطلق , تتحقق مجموعة من المفاهيم و القيم الحاكمة لإدارة الجماعات و المجتمعات من حرية و عدل و غيرها من القيم .فعلى سبيل المثال , حرية الفرد لا تتعداه في الأثر الإيجابي , و لكنها قد تؤدى إلى تدمير مصلحة الجماعة , بيد أن حرية الجماعة ( الحرية من أجل الاستقلال من الاحتلال الاستعماري: عسكريا كان أو ثقافيا ), تكفل حرية الفرد داخلها و تحمى مصالحه .و هو بذلك قد وصل إلى قمة التعبير عن فكرة المواطنة و الوحدة الوطنية الجامعة .
من مشروعاته الفكرية :
1- من نحن ؟ و إلى أي كيان حضاري ننتمي ؟
2- دوائر الانتماء .
3- الجماعة الوطنية كمرجعية .
4- المواطنة.
5- الحوار.
6- رؤيته لأحداث التاريخ .
من خلال متابعته و معايشته للواقع الثقافي, و من خلال معاينة داخلية لجوانب هذا الواقع, أدرك البشرى قدر المشكلات التي تواجه هذا الواقع المجتمعي من خلال مجموعة الأفكار الحاكمة له, و من خلال الإشكاليات التي تطرحها هذه الأفكار. هذه الإشكاليات تدور حول أسئلة زمان هذه الأمة حضاريا و ثقافيا , و محورها هو :" كيف لهذه الأمة العربية الإسلامية أن تنهض من جديد في ظل دعوات التقدم , و فكرة المعاصرة من أجل ملاحقة ركب التطور , و الصراع الدائر ما بين الجامعة الدينية و الجماعة الوطنية .
نهجه في ذلك , طرح الأسئلة الصحيحة لبحث هذه الإشكاليات , وفق تهديدات تحول دون فكرة النهوض : مثل الصراع بين الوافد و الموروث , الصراع بين القومية العربية و أممية الإسلام , تصدع فكرة الحضارة عند العرب و المسلمين بين النقل و الاجتهاد الجديد "المعاصر" ,الإصلاح التشريعي , ما هية النموذج الأمثل لحل مشكلات واقعنا : ما إذا كان نموذجا غربيا أو آخر عربيا إسلاميا قابلا للتجديد و التطور.
كل هذه الإشكاليات المطروحة بلورت المشروع الفكري لدى البشرى و الذي حاول من خلاله أن يقدم أطروحات لحل لهذه المشكلات , و في بعض الأحيان , كان يكتفي بمجرد طرح السؤال , انطلاقا من أن طرح السؤال الصحيح يحمل بداخله نصف الإجابة مستعينا بصفحات التاريخ بعين ترقب الحاضر و تتطلع إلى المستقبل الحضاري .و ذلك من خلال ضرورة الاجتهاد للوصول إلى صيغة منهجية حضارية تحمل الخصوصية العربية الإسلامية كبديل حضاري بعيدا عن تبنى نماذج حضارية أخرى .
التاريخ بالنسبة للبشرى هو أداة أراد من خلالها توضيح منبت الأفكار (الظرف التي نشأت فيه ), و ذلك انطلاقا من اهتمامه الكبير بعالم الأفكار , فاستطاع باقتدار من خلال تأصيل هذه الأفكار , و تتبع منابعها , و إعمال العقل و الفكر الاجتهادي مع الأخذ بالثوابت المستمدة من الكيان الحضاري الإسلامي الذي هو بمثابة حافظة الهوية , أن يساهم في بلورة ما يسمى بالوعي الإسلامي للتحديات المعاصرة للأمة.
لجأ البشرى إلى التفسير التاريخي للأفكار , فهو يرى التاريخ بنظرة خالية من " عوار في منهج البحث و النظر " على حد تعبيره , فهو يخضع الأحداث لتحليل جاد ,يرى من خلاله ظروف الحدث و أسبابه و أهدافه و النتائج المترتبة عليه , ثم يدرجها في سياقها لكي يتسق الحدث مع أهدافه و مسبباته و نتائجه ( قدرة تفسيرية عالية للأحداث ).
فلأحداث التاريخ ميزة خاصة , فهي أحداث خضعت للتجربة فهي تحمل بداخلها صورة كاملة المعالم تحوى كل تفاصيل الحدث التي صاغته.
الوحدة الأساسية الأولى في المجتمع لدى البشرى , هي الجماعة , و ليست الفرد , و من هذا المنطلق , تتحقق مجموعة من المفاهيم و القيم الحاكمة لإدارة الجماعات و المجتمعات من حرية و عدل و غيرها من القيم .فعلى سبيل المثال , حرية الفرد لا تتعداه في الأثر الإيجابي , و لكنها قد تؤدى إلى تدمير مصلحة الجماعة , بيد أن حرية الجماعة ( الحرية من أجل الاستقلال من الاحتلال الاستعماري: عسكريا كان أو ثقافيا ), تكفل حرية الفرد داخلها و تحمى مصالحه .و هو بذلك قد وصل إلى قمة التعبير عن فكرة المواطنة و الوحدة الوطنية الجامعة .
من مشروعاته الفكرية :
1- من نحن ؟ و إلى أي كيان حضاري ننتمي ؟
2- دوائر الانتماء .
3- الجماعة الوطنية كمرجعية .
4- المواطنة.
5- الحوار.
6- رؤيته لأحداث التاريخ .
============================================================
هناء صابر
2010