معرض ..حالة ..!!

Janine Benyus: Biomimicry in action


كل واحد مننا عنده "لا " كبيرة و يمكن أكتر من "لا" ..لكن مبيقولهاش ..مش عارف مستنى ايه ؟؟No بالانجليزى ..!!

للمعرفة وجوه كثيرة ..!!



"الكتاب : خير جليس "

نتفق جميعا تقريبا على هذه الفكرة ..بل و ندعو لها كثيرا بين أوساط جيلنا من الشباب و من هم أضغر منا , و نزيد على ذلك التأكيد الدائم على أهمية المعرفة و انها تساعدك على تحديد رؤيتك للعالم و تكوين وجهة نظر تستطيع ان تتميز بها و تنافس بها الأفكار الأخرى ..

كنت قد كتبت سابقا موضوعا عن معنى الثقافة و أهميتها ستجدوه على هذا الرابط:


فإذا اتفقت معى على أهمية المعرفة ..ستجد نفسك فى حيرة من نوع آخر :



هل الكتاب هو المصدر الوحيد للمعرفة ؟؟
و اذا كانت هناك مصادر أخرى .. هل يمكنها أن تحل محل مكانة الكتاب ... أم الكتاب له وضع أقرب للمقدس فى تحصيل و بلورة الأفكار و المعرفة ؟؟

كيف ترون معى تجارب مثل : الكتاب المسموع – الكتاب الإلكترونى – الكتاب التفاعلى – الإنرنت – التعليم عن بعد ؟؟؟؟


كل هذه الامور متروكة للنقاش ....

من أين نبدأ ؟؟؟


بين القلب الثابت ..و الذهن المتحرك

بعد أن حلمنا كثيرا و أفقنا على وجوب نهضتنا و ضرورة القيام من عسرتنا التى على إثرها تراجعنا حضاريا و انسانيا .. و بعد أن قام مفكرونا الكبار بدورهم فى التنظير ووضع المنظومات الفكرية التى تساهم فى بناء رؤية لما يجب أن نفعل , بما نسميه نحن الآن" بمرحلة الصحوة ".. وجب علينا أن نقوم بوضع الإستراتيجيات الكبرى التى تحركنا فى الإتجاه الصحيح .. فى اتجاه اليقظة الواعية .. بعد ان صحونا فتعثرنا و تخبطنا كثيرا ..علينا الآن أن نتلمس خطانا واثقين فى بلوغ الهدف الأكبر ..النهضة .
و فى ظنى المتواضع ..حسب ما سأعرض عليكم فى هذه الورقة ان البداية لبلوغ المرام هو ؛ أن نبدا بالسعى لتجديد و اطلاق علم الأفكار, حيث ان عالم الأفكار يترتب عليه كل من عالم الأشخاص و الأشياء نتيجة تفاعل الأشخاص مع الافكار الحاكمة لمجتمع ما فى لحظة تاريخية ما , و يأتى التجديد فى عالم الأفكار و اطلاقه من خلال:
(1)
الموازنة ما بين الثابت و المتغير , و الوافد و الموروث و ذلك من خلال طرح السؤال الهام الذى قاوموا بطرحه سابقا مفكرى الصحوة الأفذاذ :" من نحن ؟" و الوقوف عند الإجابة عليه لأن سؤال الهوية من الأسئلة الكبرى التى تطارد الإنسان الأصيل الذى يأبى على نفسه ان يكون بلا هوية التى هى بمثابة رؤيته الكونية التى يرى ويدرك بها العالم من حوله .فكما يقول أستاذنا الكبير عبدالوهاب المسيرى : " فهوية شعب ما تتشكل عبر مئات السنين من خلال تفاعله مع الطبيعة وبيئته الجغرافية ومع بني جلدته ومع الشعوب الأخرى. ولأن أعضاء هذا الشعب لا يعكسون الواقع كما هو، وإنما يتفاعلون معه (فعقولهم التوليدية تبقى وتستبعد وتضخم وتهمش)، فإن هويتهم تتشكل من خلال إدراكهم لما حولهم، ومن خلال تطلعاتهم ورؤاهم وذكرياتهم، فهى ليست مجرد انعكاس بسيط لبيئتهم. ومن هنا تكتسب الهوية فرادتها وتركيبيتها التى لا يمكن ردها إلى قانون أو نمط مادي". " وثمة علاقة بين الهوية والإبداع، فالإنسان الذي لا هوية له لا يمكنه أن يبدع، لأن الإنسان لا يبدع إلا إذا نظر للعالم بمنظاره هو وليس بمنظار الآخرين، لأنه لو نظر بمنظار الآخرين، أي لو فقد هويته، وأصبح عقله فى أذنيه، فإنه سيكرر ما يقولونه ويصبح تابعا لهم، كل همه أن يقلدهم أو أن يلحق بهم، ويبدع داخل إطارهم، بحيث يتحقق إبداعه من داخل تشكيلهم الحضاري".

(2)
الإعتماد مرة اخرى على البوصلة القرآنية المتمثلة فى المنظومة القيمية بداخله التى حولت عالم أفكار الأمم السابقة من الجمود الى التحرر .. و اعتماد منهجية القرآن كمرجعية موجهة لقيم النهوض بما يتناسب مع التطورات الحادثة للعصر الحالى . فهذه المنظومة القيمية التى تكون لك رؤيتك و ادراكك للعالم , فكما عبر عنها رابابورت Rappaport أن هناك خمسة مستويات من التصورات و المفاهيم التى تؤلف رؤيتك للعالم لدى مجتمع أو جماعة ما متمثلة فى :
o المسلمات المطلقة .
o الإفتراضات الكونية .
o القواعد الأخلاقية و القيمية .
o الشروط المادية و الإجتماعية المتضمنة و السائدة فى الحياة اليومية .
o المعرفة اليومية التى تتعلق بطريقة الحياة .
و من هنا نجد أننا أمام القيم القرآنية بما تفرزه من رؤية للعالم و بما يساهم فى تقديم نموذج معرفى ارشادى على حد تعبير د/ سيف عبدالفتاح فى كتابه العولمة و الإسلام رؤيتان للعالم .فنكون أصحاب القلوب الثابتة (بوصلة ثابتة لا تتغير تعتمد القيم القرآنية العليا ) و عقل متحرك و ذهن متحرر .فلا نعيد على أنفسنا نفس السؤال المفصلى الإرتكازى " من انا ؟" عند كل منعطف أو لحظة مصيرية تاريخية . بل نريخ و نكرس القاعدة التى نبنى عليها بعقل متقد و متحرر من قيود الجمود و التخلف ...و لكن بقلب ثابت .
(3)
العودة مرة أخرى لطرح الأسئلة ..( طرح السؤال الصحيح يحمل بداخله نصف الإجابات الصحيحة ) , بلا خوف من عدم القبول أو الرفض أو من أىأداة من ادوات التكفير و الخروج عن الزمرة المحمودة المعروفة , لمجرد خطورة السؤال او محوريته , طالما اعتمدنا بوصلة قيمية لا عوج فيها فها هى الأرض الصلبة التى نقف عليها و نستطيع منها الإنفتاح و التحليل و التمحيص و الإبداع الذى هو الطريق الوحيد للوصول الى ما نريد الوصول اليه من اجابات , بقلب واثق ثابت . فكما يعلمنا القرآن فى خطابه الذى يعتمد لغة السؤال و المثال ..فالقرآن لا يعطينا الإجابات كاملة (و لكنه يعلمنا كيف نطرح الأسئلة ).." لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا "..{المائدة :48}.
(4)
اعمال الإجتهاد و اطلاق حرية العقل (العقل قدراته لا محدودة و لكنها مشروطة بالمعرفة الإلهية ) و تحريكه و تشغيل طاقاته و ملكاته المعطلة ..مع ضرورة احياء العقل التمحيصى الناقد التوليدى الذى لا يعتمد المسلمات دون اعادة صياغة للأفكار و المفاهيم .
(5)
النظر الى الحاضر من منظور واقعى ( و ليس انهزامى ), فنحن أمة قد أدمنت البكاء على الأطلال و على أمجاد الماضى دون الوقوف عند ضرورة التطوير و فق الواقع المعاش المحيد بنا , فللا نتخذ موقف القافز على الواقع بأن نبنى الأحلام على الامنيات و أن نهمل و نغفل الواقع المحيط بكل معطياته ومشكلاته فنصيغ حلولا وهمية زائفة لا ترضىى سوى الخيال . و لا نكن على الجانب الآخر من النهر , يائسين , لا نفكر الا فى ظل الضغوط المفروض , فنصل كما هو حال أمتنا هذه الأيام الى العجز و التقليل و الإستهانة بملكاتنا و قدرتنا على النهوض و العطاء الإنسانى. يستشرف المستقبل بعقل واع و قلب ثابتة بوصلته القيمية نحو مرجعية ثابتة .. و التعلم من تجارب الماضى مع بقاء الماضى للماضى ..لا للتوقف عنده ..
هناء صابر
الإسكندرية – مصر
2010-02-10

جميع الحقوق محفوظة ....@ مدونة تعالوا