ان تفاعل كل منا مع أى عمل ابداعى يختلف بإختلاف نظرة كل منا للأشياء و بإختلاف رؤيتنا لها و شعورنا بأهمية أشياء دون غيرها , و ما الهدف وراء كل ابداع ....... و بالتالى , فلا يمكن أبدا _ بطبيعة الحال_ أن يجتمع كل متذوقى للفن على رأى واحد حول عمل ابداعى ما , حتى ولوكانت الآراء كلها تجمع سلبا أو ايجابا .... فلكل منا أسبابه التى تأتى وراء رؤيته الخاصة للفن والإبداع .......ه
و الفن السينمائى و التليفزيونى من الفنون التى تعتبر وسيلة من وسائل : التعبير – المحاكاة – معالجة الأفكار .... تداول الأفكار – ترسيخ أفكار ومبادىء ..... فهى من الفنون الهامة جدا ...... ولهذا .... فلى رأى ورؤية خاصة فى كل جرعة ابداع اتلقاها , و منها فيلم يعد من كلاسيكيات السينما المصرية , الا وهو فيلم " نهر الحب " :
عن نهر الحب ..........ه
تمثيل: فاتن حمامة – نوال زهرة العلا- درية زوجة أخ نوال عمر الحريري – ممدوح شقيق نوال عمر الشريف – كابتن خالد- زكي رستم – طاهر بك - الطفل وجدي العربي – ابن نوال وطاهر- إخراج:عز الدين ذو الفقار
القصة : مأخوذة من الأدب العالمى الروسى : " أنا كارنينا " - لتولستوى
أبيض وأسود المدة: 120 دقيقة - سنة الإنتاج: 1960
الملخص: يعجب طاهر باشا بنوال ويقرر الزواج منها . يضغط على شقيقها ممدوح الذي امتدت يده إلى بعض أموال الباشا لتوافق . تضحي نوال من أجل أخيها حتى لا ينال أذى طاهر باشا وتتزوجه . تعيش نوال في سجن من الحرمان العاطفي وتنجب ابنها الوحيد ، يقع الضابط خالد في حب نوال التي تبادله مشاعره . يحاولان كتمان علاقتهما ولكن يعلم بها الباشا الذي يثور فتطالبه نوال بالطلاق ، يقف الأخ بجوار شقيقته ، ويهدد طاهر باشا بنشر فضائحه في جرائد الأحزاب المنافسة ، تسافر نوال مع حبيبها للبنان . يرسل طاهر وراءهم من يراقبهما ويلتقط لها صورًا تدينها بالخيانة الزوجية ، يطلقها ويحرمها من طفلها ، تعود نوال لتعيش مع شقيقها ، يموت خالد في الحرب ، فتحاول نوال العودة إلى بيتها من أجل طفلها ولكن طاهر يوصده في وجهها يتملكها اليأس فتنتحر .ه
لا أريد ان أطيل عليكم فى المقدمة .. و لكن هتحسوا معايا انكم بتتفرجوا على الفيلم كأها أول مرة تشوفه ...هتشوفه بعين مختلفة .....أكيد طبعا هتشوفه بعينى أنا ..................ولنبدأ معا أولى ملاحظاتى على " نهر الحب ":ه
لا أحد ينكر أن الفيلم يعتبر من الكلاسيكيات التى تفخر بها السينما المصرية , إلا أن لى تحفظ كبير جدا على الفكرة أو القضية التى يدافع عنها الفيلم .
معظم ماجاء على لسان طاهر بك , الدورالعبقرى الذى جسده باقتدار العملاق زكى رستم , فيه كثير من الأفكار التربوية و الأخلاقية السليمة , ولكنه القهر الذى يبدأبه دائما... ولكن رغم هذا القهر لا أستطيع انكار بعض تعاطفى مع شخصيته ...فمثلا جاء على لسانه لزوجته معنفا اياها على سوء ماتعلمه لإبنها _هانى _ من ليونة و غيرها من السلوكيات التى لا يجبان يتحلى بها الرجال :
1- دقيقة تفرق بين الحياة والموت .
2- لغاية امتى هتفضلى تحلى محله فى الأسف والإعتذار و تحمل المسئولية .
3- انضباط المواعيد شىء مقدس .
4- ازاى عايزة تاخدى ابنك فى تروحى لأخوكى فى الجو السىء اللى فى بيتهم : اخوها خان مراته مع الخدامة و هى رايحة تروق الجو بينهم .
وأشياء من هذا القبيل .....ه
ما هو حجم التضحية التى ضحتها الأخت لتتفادى الضرر عن أخيها ...؟؟؟!!!!!ه
هل مقابل القهر ..الخيانة ؟؟؟ و الذلل و الخطيئة باسم الحب ؟؟؟ أينما كانت هذه المبررات ... فأنا هنا لا اتحدث عن أخلاقيات الإسلام و لا المسيحية, بل أخلاق و شيم العرب ...!!!!ه
ليس كل ما فى الفيلم سلبيات بالتأكيد .. فها نحن أمام تفوق رائع و براعة متناهية فى الأداء التمثيلى و التشخيص و التجسيد المتقن للأحاسيس والمشاعر ...بغض النظرعن كينونتهما ....ه
وأيضا نجد الحوار ومدى دقته و رقيه ومدى التكثيف المتميز فيه ومدى قوة الإخراج.ه
نأتى مرة أخرى للسلبيات : فها هى شخصية غريبةجدا تطالعنا و يطالبونا بالتعاطفمعها وان نصفق لها أو على الأقل أن نتغاضى عن تصرفاتها ؛ أنه شقيق نوال الذى أدى دوره الفنان عمر الحريرى , فهى الخيانة المشروعة و التى كان بطلها ممدوح شقيق نوال مع ( دادة الأولاد)!!!! لا وكمان بيعلم اولاده الكذب و الخداع طبعا فى قالب طريف , انهم يمثلوا انهم عيانين علشان مامتهم تيجى عليهم جرى و بابا بعدكدة هيتصرف و طبعا طنط نوال الباقى عليها ..!!!!!ه
فالزوج المثالى من وجهة نظره = لم يخن زوجته على مدى 9 سنوات زواج إلا مرة واحدة فقط ... و مع الدادا كمان ............يا بلاش ...فلنطلب له جميعا التخفيف !!!!ه
و لكن كل العجب فى السبب التى عادت به زوجته المخدوعة و غفرانها له , و هى مجرد كلمة قالتها لها أخته نوال التى بالطبع أدته الست فاتن حمامة ( فأنا أعتقد فى أن الست هو أرقى لقب يمكن أن تحصل عليه فنانة باقتدارها ) , وذلك بتذكير نوال لزوجة أخيها بمدى التضحية التى قامت بها للحفاظ على منزلهما من الهدم و الدمار...وطلبت منها ألا تجعلها تشعر بأنها باعت نفسها بثمن بخس ....!!!!!!!!!!!!!!!ه
مشهد بديع :ه
من أجمل المشاهد فى الفيلم : هو مشهد الحفلة التنكرية..من أكثرالمشاهد رومانسية فى السينما المصرية على الإطلاقة _ على الأقل من وجهة نظرى _ ايزيس و أوزوريس و نهر الحب ....للتذكير ...
تمصير جيد لرواية عالمية ..و لكن لمنحافظ على اعتبار اختلاف البيئات و المجتمعات ..اذن : تمصير جيد لفكرة لا تناسبنا من الأساس ..ه
من الروائع التى تطالعنا على مدى الفيلم ... التيمة الموسيقية المصاحبة لمشاهد (الست فاتن ) و( الأستاذ عمر ) ...فعلى ما أظنأنها هى من مختارات الموسيقى العالمية ....ه
شىء يفقع المرارة :ه
- ما شاء الله ...ضابط مصرى _ المفروض انه محترم _ قابل شابة مصرية رقيقة عن طريق الصدفة فى القطار ...بعد حديث وحوار طويل ,وبعد اكتشافه بأنها متزوجة , لم يحدث أو يجد فى الامور أمور ...عادى يعنى .... ايه يعنى متجوزة ؟؟؟؟ إيه الرجولة دى كلها ؟؟؟؟ و قال راح يحاب مع اللى حاربوا فى 48 !!!!!! و بتسألوا عن سبب النكبة ؟؟؟؟ واضح أن الرجالة ماتوا قبل 48 كمان مش فى 73 كما هو معروف !!!!!!!!!!!!!ه
- و كمان الذى أقلقها و عكر عليها العلاقة , ليست مجرد أنها متزوجة مثلا ..... بل لأن زوجها " وزير " و كل اللى يهمها أن خالد الحبوب ميعرفش هى مين ولا زوجة مين !!!!!!!!!!! يعنى لو كانت متجوزة خولى ماكنتش تبقى فيه مشكلة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!ه
لكن رغم كل هذا , لا نستطيع انننكر مدى تعقيد و صعوبة ما مرت به هذه السيدة الشابة ذات ال25 عام ,أن تكون زوجة لرجل مسن (65 سنة ) قاسى وصعب المراس و يذوقها بدل الإستقرار والحنان قهرا!!!!ه
ه"خيل الى ان أستطيع ان أغير من طاهر " – " حياتى مع ابنى جعلتنى أستطيع أن أكمل حياتى "- " الفارق كبير بين مستوايا الفكرى ومستواكى " – " كل ما افتقده فى طاهر , حى ينبض فى خالد "- " ابنى دائما يمثل لى الدواء و الحل فى حياتها " – " أن عايزك تكرهينى ...بس سيبينى أحبك " – " كانت تبحث عن الصدفة التى تجمعهما سويا "- " صارت الصدفة مواعيد منتظمة فى أى مكان يمكن ان يجمعهما " – " تعودالإنسان على شىء قد يربطه به أكثر من الحب ": محاولات منها للإصلاح من حياتها مع طاهر ..مع عدم تجاوبه الملحوظ لهذه المحاولات .... و زن الأخ الحبيب خالد وتعودها عليه و الزن على الودان امر من السحر و خصوصا لما يكون زن عمر الشريف.....مبرر ضعيف للخيانة....فالشرف أثمن من كل هذا .....ه
كون طاهر كوزير للحقانية ...فيها اسقاط على مدى ضرورة حفاظه على الحق و العمل على قيام العدل ....ه
هناك أيضا شخصية غريبة التى جسدها عملاق الكوميديا _ فؤاد المهندس _ فى أوائل أدواره ..... هاهو يسهل لقاء الحبيبن ..رغم معرفته بها تمام المعرفة وبانها متزوجة و من زوجها ...... بل يمكن ان يكون هذا قد زاده اصرار على رعايته للقاء الأحبة ....وضوح حالة عامة من الإنهيار الأخلاقى و دعم له و انقلاب كل الموازين الأخلاقية والمعايير المجتمعية ....ه
" انا هنسى اللى حصل ...و اسيبك لضميرك .......أهم حاجة انك تقطعى علاقتك بيه ومتشوفيهوش تانى أبدا......" طاهر لنوال بيديها فرصة تانية للإصلاح ..........و الله عداه العيب.ه
حاجة تانية تفقع :ه
"لو كان دة حصل من غير ما يشوفوه الناس ...كان يبقى عادى ...انا اللى يهمنى اسمى ومركزى .....طيب وشرفك ؟؟؟؟؟ شرفى هو محدى الأدبى والسياسى " !!!!!!! يا ما شا ء الله ....متهيأللى ان الاخ الوزير المحترمكان فى وزارة النقراشى باشا .....كانت وزارة ائتلافية فاشلة ...ويمكن يكون هو اللى ناحس الحكومة وقتها .... ماهى الحاجات دى هى اللى بتجيب ورا.....ه
بعد تصميمها على الطلاق منه ...لم يقد هو عليه ..لأنه مشتمام ... كان عايز يذلها يعنى ..و دماغه متركبة شمال ...يمكن لوكان طلقا كان الفيلم خلص قوام قوام.......مصالحه السياسية أولا ..لذا هو قرر أن يرفض طلبها .....ه
مشهد لا ينسى :ه
" يا نوال ...انت انسانة ضالة منحلة ...مُحتاجة _ بضم الميم _ للرئاء مش للعتاب " .....بصراحة عداه العيب وأزح ....ه
" أنت بتستخدم أسمى معانى الحياة با بشع معانى الإنتقام " .....ماهودة القهر يا نــــــــوال...!!!!ه
يدخل ممدوح أخوها الهمام _ بتاع الدادا ياها _ " أنا مش مستعر منك ..لأنك حبيتى راجل غير جوزك ...أنا عارف خالد هو شخص شهم ونبيل ......... " يا سلام ؟؟؟؟؟!!!!!ه
" سيبه يفكر زى عادته وبعدين يرد " .....شكله سمعى ( انظر الأنظمة التثيلية فى البرمجة اللغوية العصبية – سمعى – حسى – بصرى ....ما علينا )..ه
بعد شوية من التفكير , يردف طاهر ..." الطلاق هيأكد الشائعات "....دة اللى وصله .... ما علينا :ه
حيلة ماكرة من طاهر ...ساب نوال تعمل اللى هى عايزاه و فهمها انها لازم تسافر فى حتة بعيد هى وخالد عبال ما يحصل الطلاق .... علشان يقفشهم مع بعض ..و فعلا اخذ الحبيبان بعضهم وراحوا على لبنان _ يعنى هى كانت ناقصة اتراك وفرنسوين ويهود و سايكس بيكو و غيره...وكمان لعنة الست نوال و سى خالد ....القصد _ طبعا تماشيا مع كل الانحلال و السقوط عاش الحبيبان حياة الاستهتار وأخدوا راحتهم على الآخرو فتحوها على البحرى... و طاهر اخدلهم كام صورة انما ايه عن طريق المصور المأجور اللى سافر وراهم ....يستاهلوا .!!!!ه
يعنى كل الهيصة دى و سايب اليهود والعصابات الصهيونية و الحرب شغالة و بتحل مأساتك مع نوال و سى خالد ؟؟؟؟؟؟!!!!!!
مانشيت الأهرام " تأديب العصابات اليهودية ...الجيش المصرى يدخل فلسطين "!!!!ه
ععمنا خالد فى الأشلاء و المعركة فى المعمعة , سايب اليهود بتضرب و الدنيا بره بايظة و الحرب شغالة الله ينور و كل اللى بيفكر فيه هوالست نوال ...كل اللى همه هوازاى ممدوح ساب نوال لوحدها وقال ايه جاى علشان يأدى المهمة و يحرر فلسطين و يأدب العصابات اليهودية ..... عنده حق يعنى ....كام واحدكان بيحارب اليهود ..وكام واحدواقف مع نوال ....انا كنت بأقول يخلهم هما الاتنين مستريحين فى مصر و ماكانش له لزوم يتعبوا نفسهم و ينحسوا العرب فى 48 ..... منهم لله ....!!!!!ه
النهاية الطبيعية :ه
يموت خالد فى الحرب ..... وبعد ما طاهر فهم هانى ان امه ماتت _ نوال طبعا _قال ايه راحت له زى الكلبة و توسلت اليه " انا هعيشلك خدامة انت وهانى " .....دلوقتى بعد ما حبيب القلب ممات ...يعنى هوكان لازم كل دة يحصل علشان تعرف ان الله حق ...؟؟؟!!! ...طبعا يرفض طاهر قاسى القلب كل نداءات الرحمة والذل والتوسل و طرها و جملة وجدى العربى الشهيرة طبعا " ماما- ماما-ماما-ماما ..دى ماما يا دادا ..انا عايزماما ....." ولكن لا حياة لمن تنادى ..ه
فضلت نوال ان تموت ...فانتحرت زى ماكانت على طول بتحلم ..انه يدوسها قطار.....لا وكمان تموت منتحرة يعنى لا خير فى الدنيا ولا فى الآخرة..!!!؟؟؟؟
مات الجميع ...نوال وخالد ... وعاش طاهر فى النهاية ...وأصبح هانى هو الضحية فى النهاية .....ه
جملة خالدة :ه
فى الخطاب التى تركته نوال لأخيها ممدوح لتخبره فيه باقدامها على الانتحار تقول فى براعة للخطاب : " اذكر الأسطورة و الحكمة من وراءها ...ليعى البشر السرالعظيم ...إن أراردوا الحياة .. فليفسحوا لحياتهم مجراً لنهر الحب...."ه
تــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــــــــــت
3 comments:
قد ايه المقال ده يوضح ان صاحبه فاقد لمعاني كتير
وياريت ميتفرجش علي حاجه تاني لآنه عمره ما هيفهما فا هيضيع وقته في كتابه مقال كل من يقرآه سوف يحتقره جدا في الحياه و ذو تفكير عقيم
فكر عقيم جدا
مقال غبي.الكاتب ناسي انه بيتعامل مع عمل فني و ليس قصة
من الواقع. عمل فني يعني معناه فيه قدر من الخيال مع قدر أخر من الرموز الفلسفية مع حبكة درامية بالإضافة الى قدر من الخيال. و لكن الكاتب تناسى كل ذلك و تعامل مع الفيلم و كأنه صحفي في جريدة الحوادث
Post a Comment